للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحنث بحرف الواو، وفي رواية واحدة رواها أبو داود في سننه (١) بإسناد جيد عن عبد الرحمن بن سمرة، (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا عبد الرحمن إذا حلفت ...) فذكره، وقال: فيه (فكفر عن يمينه، ثم ائت الذي هو خير) بحرف "ثم"، وهذا صريح، والرواية التي (٢) بحرف الواو دالّة أيضاً على جواز تقديم الكفارة، فإن حرف الواو، وإن كان لا يوجب الترتيب على أقوى المذهبين (٣) فتقديم أحد المذكورين (٤) في الذكر، يدلّ على جواز تقديمه في الفعل، والله أعلم.

قوله "وكفارة الظهار بعد الظهار، وقبل العود إن أمكن" (٥).

هو ممكن في الصور (٦) التي يتباطأ فيها (٧) العود عن الظهار كما إذا ظاهر عن رجعيّة، ثم كفّر، ثم راجع. وكما إذا ظاهر، ثم طلق طلاقا رجعيا، ثم كفر، ثم راجع، وغير (٨) ذلك (٩)، والله أعلم.


(١) ٣/ ٥٨٤ - ٥٨٥ في كتاب الأيمان والنذر، باب الرجل يكفر قبل أن يحنث، وكما رواه النسائي: ٧/ ١٠ في كتاب الأيمان والنذور، باب الكفارة قبل الحنث، والبيهقي في الكبرى: ١٠/ ٩١ من طرق عن عبد الأعلى، حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن البصري عنه به. قال الزيلعي في نصب الراية: ٣/ ٢٩٨ "وهذا سند صحيح"، وصححه أيضاً الألباني في صحيح سنن النسائي: ٢/ ٨٠١ برقم (٣٥٤١) والله أعلم.
(٢) في (ب): (اللاتي).
(٣) انظر: مغني اللبيب: ٢/ ٣٥٤، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: ٢/ ٢٢٦.
(٤) نهاية ٢/ ق ١٥٥/ ب.
(٥) الوسيط: ٣/ ق ٢٠٧.
(٦) في (أ): (الصورة).
(٧) في (أ): (بينا فيها) كذا. بدل (يتباطأ فيها).
(٨) في (أ): (وعبر).
(٩) ساقط من (أ). وانظر: فتح العزيز: ١٢/ ٢٦٠، الروضة: ٨/ ١٨.