للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أمسك أتيهما شئت» , فأبعد لقوله: أيتهما).

أقول: التأويل على ثلاثة أقسام: قريب, وبعيد, ومتعذر.

فالقريب: يترجح الطرف المرجوح بأدنى مرجح لقربه, مثل: {إذا قمتم إلى الصلاة} أي إذا أردتم.

والبعيد: ما احتاج الطرف المرجوح في ترجيحه على المعنى الراجح - لولا الدليل - إلى دليل أقوى.

والمتعذر: ما لا يحتمله اللفظ, فيجب ردّه.

وعدّ المصنف تأويلات وحكم ببعدها, وحكم الغزالي بردّ أكثرها.

فمن ذلك: تأويل ما أخرجه الترمذي, أن غيلان - لا كما قال المصنف ابن غيلان - أسلم على عشرة نسوة, فأمره عليه السلام أن يتخير أربعًا منهن.

هذا لفظ الترمذي, ورواه الشافعي بلفظ: «أمسك أربعًا وفارق سائرهن».

قال الحنفية: مؤول إما في «أمسك» أي ابتدئ نكاح أربع, «وفارق سائرهن» أي اتركهن, وإما في «أربع» أي الأوائل من العشر, «وفارق سائرهن» أي اترك الأواخر, ولذلك يرون وجوب تجديد النكاح إن تزوجهن

<<  <  ج: ص:  >  >>