للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاعتقاد وبين أمر ربط عقلي, لزوالهما مع قيام موجبها).

أقول: البرهان يجب أن تكون مقدماته يقينية, إذ الغرض منه إنتاج نتيجة قطعية, فلو لم تكن حقًا لم يلزم كون النتيجة اللازمة لها حقًا, وعلى هذا سقط الاعتراض بأن الكاذب حقًا لم يلزم كون النتيجة اللازمة لها حقًا, وعلى هذا سقط الاعتراض بأن الكاذب قد يستلزم الصادق. واليقينية: هي التي يجزم العقل بها مع المطابقة وامتناع التغيير.

وقد يحمل على أن المقدمات في البرهان لما كانت قطعية فنتائجها قطعية؛ لأن النتيجة لازم المقدمات, ولازم الحق حق, إذ لو كذب اللازم كذب الملزوم, والأولى أولى؛ لأنه ظاهر في الاستدلال على حقيقة المقدمات لا حقيقة النتيجة.

وقيل: مقدمات البرهان يجب أن تكون قطعية؛ لأنها لازمة للبرهان الذي هو قطعي, ضرورة أنها أجزاؤه, ولازم الحق حق.

قلت: وهو أبعدها؛ لأن قوله: (تنتج قطعيًا) يكون على هذا اعتراض ولا يجب كون مقدمات البرهان ضرورية أي بينة بنفسها, لجواز كون بعضها أو كلها مطلوبًا [قطعيًا ينتج قطعيًا] , نعم يجب الانتهاء إلى بينة بنفسها وإلا لزم التسلسل المانع من الاكتساب؛ لأن المقدمات حينئذ تكتسب من مقدمات أخر, وتلك من غيرها وهلم جرا. ولما كان الدور تسلسلًا في موضوعات متناهية, استغني بالتسلسل عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>