للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفتقر إلى العقل؛ لأن الحكم بإيقاع النسبة وأن ذلك مطابق لما في الخارج أو لا مطابق أمر العقل. فإن توقف حكم / في القضية على الحس الباطن فهي الوجدانيات, وإن توقف على الحس الظاهر فهي المحسوسات, ومنها الأوليات, وهي التي لا يتوقف الحكم فيها إلا على تصور طرفيها والنسبة, سواء كان تصور طرفيها جزئيًا كعلمك بوجودك, أو كليًا كعلمك أن النقيضين لا يصدق إلا أحدهما, بخلاف غيرهما فإنها بانضمام الحواس أو العادة أو التواتر.

ومنها المحسوسات: وهي القضايا التي يستفاد التصديق بها من الحواس الظاهرة, أعني [الحواس الخمسة] , ويكفي في حصول طرفيها مجرد الحس, كالعلم بأن النار حارة, والشمس مضيئة.

ومنها التجريبيات: وهي ما تحصل بتكرر المشاهدة على وجه يتأكد منها عقد قوي لا شك فيه من غير علاقة عقلية, وهي لا تخلو مع ذلك عن قياس خفي, وهو أن الوقوع المتكرر على نهج واحد لو كان اتفاقيًا ما كثر ولا دام, وقد تختص كعلم الطبيب بإسهال المسهلات, وقد تعم كعلم العامة أن الخمر مسكر.

قيل: عبر عنها بقوله: وهي ما يحصل بالعادة, كحصول الشبع عقب الأكل كمذهب الأشعري, وليس كذلك, بل المراد بالعادة التكرر

<<  <  ج: ص:  >  >>