للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحق: أن العسر لا يوجب منع تحديده, إلا لمن لم يعلم من أي مقولة هو, يخرج من مذهب هؤلاء أنه كسبي يرسم ولا يحد, وقال الإمام فخر الدين الرازي: لا يحد - أي حقيقيًا ولا رسميًا - لأنه ضروري, واحتج على ذلك بوجهين: الأول: لو لم يكن ضروريًا, لكان كسبيًا, إذ لا واسطة, ولو كان كسبيًا لأمكن تحصيله بالمعرف, لإمكان اكتساب النظري بالمعرف, لكنه لا يكتسب من غيره, وإلا لزم الدور. بيان اللزوم؛ أن غير العلم لا يعلم إلا بالعلم, لامتناع تعريف الشيء بنفسه, فلو علم العلم بغيره لزم تقدم العلم بذلك الغير, ضرورة وجوب سبق العلم بالحد على العلم بالمحدود, لكن العلم بالغير متأخر عن العلم لأنه إنما يعلم به, فيتوقف العلم على ذلك الغير المتوقف على العلم, ويلزم الدور وهو باطل بما نقرر في علم الكلام.

وأجاب بعضهم: بأن غير العلم ينكشف بالعلم لا بالعلم بالعلم, والغير كاشف للعلم بالعلم, وليس بمحال أن يكون العلم كاشفًا عن غيره, وغيره كاشفًا عن العلم به.

وهو حسن, لكنه يغاير كلام المصنف بوجه ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>