للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن حبان ولفظه: «اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر» , وإذا أوجب الاقتداء بهما, كان قولهما حجة.

والجواب عن الحديثين: أنهما خطاب مع عوام الصحابة جمعًا بين الأدلة فالأربعة والاثنان أهل لأن يأخذ المقلد بقولهم, وكأنه إشارة إلى أرجحية المذكورين عند الاختلاف, وإلا فكل مجتهد أهل لأن يتبعه المقلد.

ثم هو معارض بما روي عنه عليه السلام أنه قال: «سألت ربي فيما اختلف أصحابي من بعدي, فأوحى إليّ يا محمد! إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء, بعضها أضوأ من بعض, فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم, فهو عندي على هدى».

وبما روى أنه قال: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء».

وتقرير المعارضة: أنه أباح الاقتداء بغير الأربعة, وبغير الشيخين عند مخالفة غيرهم, فلو كان إجماعهم حجة لم تجز مخالفتهم والاقتداء بغيرهم, ولكان قول أحد الصحابة أو قول عائشة حجة, فدلَّ على أن المراد بهذه الأحاديث أهلية اتباع المقلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>