للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على نقله فلو عورض لنقل؛ لأن الله تعالى ركز في طباع الخلائق توفر الدواعي على نقل ما علموه والتحدث به, حتى أن العادة تحيل كتمه.

أورد الشيعة ما هو أشبه بالمعارضة منه بالمنع, حتى لا يكون الجواب كلامًا على المستند, تقريره: ما ذكرتم وإن دلّ على كذبه, فعندما يد ل على عدمه لاحتمال صدقه؛ لأن الحوامل المقدرة على كتمان الإخبار كثيرة, منها ما هو غرض للكل لمصلحتهم من أمر الولاية وإصلاح المعاش, أو خوف عدو أو ملك ظالم, أو أغراض مختلفة عائدة إلى الآحاد لا يمكن ضبطها, فكيف يجزم بعدمها؛ إذ مع جوازها لا يحصل الجزم والوقوع.

دليل الجواز: فإن النصارى لم ينقلوا كلام عيسى في المهد مع أنه من الأمور الغريبة التي تتوفر الدواعي على نقلها, ومنه أن معجزات النبي عليه السلام كانشاق القمر, وتسبيح الحصى في كفه, وحنين الجذع الذي كان يستند إليه حين استند إلى غيره, وتسليم الغزالة عليه لم تتواتر, وكلها مما تتوفر الدواعي على نقله.

وحديث انشقاق القمر في الصحيحين من طرق, وهو متواتر عند المحدّثين, ولفظه عند مسلم, قال عبد الله بن عمر: «انشق فلقتين: فلقة

<<  <  ج: ص:  >  >>