للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقديرين يمتنع طلبه, أما على الأول فلامتناع [طلب] تحصيل الحاصل, وأما على الثاني فلامتناع طلب النفس ما لا شعور لها به.

لا يقال: إنه حاصل من وجه دون وجه؛ لأنه يعود الكلام في المطلوب من وجهيه.

والجواب: أن المطلوب الماهية ذات الوجهين لا الوجهان, بمعنى أن الماهية المطلوبة وغيرها / حصل الشعور بها من جهة [ذاتي أو] عرضي شامل للماهية وغيرها, والمطلوب تصورها على وجه يعين الماهية عن تلك الأمور التي يتردد الذهن فيها بسبب الأمر المشترك, فالشعور بالشيء شرط في طلبه, وشرط الشيء لا ينافيه.

لا يقال: تخصيص بعضها بالتعيين إنما يحصل بعد العلم بالمعنى المختص بها من ذاتي أو عرضي, وذلك يتوقف على العلم باختصاصه بها, والعلم باختصاصه بها يتوقف على ثبوته لها دون ما عداها, وذلك يتوقف على معرفةٍ ما, ومعرفتها تتوقف على معرفة المعنى المخصوص والعلم باختصاصه وهو دور, وعلى معرفة ما عدا ذلك الشيء مفصلًا وهو محال, لامتناع إحاطة الذهن بما لا يتناهى.

لأنا نقول: العلم بها يتوقف على اختصاصه بها لا على العلم باختصاصه؛ لأنه إذا كان بين الشيء ووصفه المادي لزوم بين, كان الشعر بالوصف مستلزمًا للشعور بذلك الشيء, وإن لم يخطر لنا أن الوصف مختص.

<<  <  ج: ص:  >  >>