للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفاد بقوله: (الجنس الأقرب ثم الفصل) تصور المادة والصورة, أما المادة فالجنس القريب والفصل, وأما الصورة فلدلالة «ثم» على تأخر الفصل على الجنس القريب كما هو في العقل, ولذلك خص الصورة بالذكر لاستلزامها المادة.

قيل: إنما أتى بثم دون الفاء لإفادتها تأخر الفصل من غير لزوم للجنس, بخلاف الفاء فإنه لو أتى بها لأشعر بعدم تخلف الفصل عن الجنس والواقع بخلافه, والحق أن الفاء أولًا, إذ لا مدخل للمهلة في الحد, والفصل لا يجوز أن يتخلف عن الجنس في الحد, وإن كان يجوز أن يتخلف عن الجنس من حيث إنه ذكر خلل الصورة أولًا؛ لأن الصورة أقرب إلى المحدود فرُوعي الأقرب أولًا.

فقال: (وخلل ذلك نقص) أي وخلل الصورة بأن يوضع الفصل أولًا ثم الجنس بعده, وظاهر هذا الكلام أن تقديم الفصل حد ناقص, وكأنه لم يحصل صورة مطابقة للمحدود, ولا يكون خطأ لكونه أفاد تمييزًا ذاتيًا, وهو مذهب الأكثرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>