للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسكن: ويجب على الزوج توفير مسكن ملائم للزوجة بإجماع الفقهاء لقوله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} (١)، إذ أن هذا في حق المطلقة فالتي في عصمة النكاح أولى، ولقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (٢)، ومن المعروف أن يسكنها في مسكن ملائم، ولأنها لا تستغني عن المسكن للاستتار عن العيون وفي التصرف والاستمتاع وحفظ المتاع.

ويكون المسكن على قدر يسارهما وإعسارهما لقول الله تعالى في الآية السابقة: {مِنْ وُجْدِكُمْ}، ولأنه واجب لها لمصلحتها في الدوام فجرى مجرى النفقة والكسوة.

وجوب ما جرت به العادة للزوجات: ويجب للزوجة على الزوج توفير كل ما تجري به العادة لمثيلاتها في حدود ما يقدر عليه من ذلك ما تحتاج إليه للنوم من فراش ولحاف ووسادة، وزلي وحصير ونحو ذلك على حسب ما تجري به العادة ويسار الزوج وإعساره (٣).

الخادم: لا خلاف بين الفقهاء أن الزوجة إذا كانت ممّن لا تخدم نفسها لكونها من ذوي المكانة أو لكونها مريضة وجب لها خادم إذا كان الزوج قادرًا على ذلك (٤)؛ لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (٥)، ومن العشرة بالمعروف أن يقيم لها خادمًا، ولأنه مما تحتاج إليه في الدوام فأشبه النفقة.


(١) سورة الطلاق: ٦.
(٢) سورة النساء: ١٩.
(٣) المغني (٩/ ٢٣٦).
(٤) حاشية ابن عابدين (٣/ ٥٨٨)، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (٢/ ٥١٠)، مغني المحتاج (٣/ ٤٣٢)، المغني (٩/ ٢٣٧).
(٥) سورة النساء: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>