للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب القسامة]

القسامة لغة: بفتح القاف وتخفيف السين مصدر أقسم إقسامًا وقسامة، والقسامة هي الأيمان إذا كثرت على وجه المبالغة (١).

واصطلاحًا: هي أيمان مكررة في دعوى قتل معصوم (٢).

[محل القسامة]

أن يوجد قتيل بمكان ولا يُعرف قاتله، ولا تقوم البينة على من قتله، ويدعى أولياء المقتول على واحد معين أنه قتله، مع وجود قرينة تشهد بذلك (٣).

[الأصل في القسامة]

الأصل فيها السُّنة، وذلك ما روى يحي بن سعيد الأنصاري عن بشير عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج، أن محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا إلى خيبر فتفرقا في النخيل، فقُتل عبد الله بن سهل، فاتهموا اليهود فجاء أخوه عبد الرحمن وأبناء عمه حويصه ومحيصه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكلما في أمر صاحبهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُقسم خمسون منكم على رجل منهم فيدفع إليكم برمته"، فقالوا: أمر لم نشهده كيف نحلف؟ قال: "فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم"، قالوا: يا رسول الله قوم كفار ضلال، قال: "فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبله" (٤).

وما أخرجه مسلمٌ (٥) عن رجل من الأنصار -رضي الله عنه-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقر


(١) لسان العرب لابن منظور (١٢/ ٤٨١).
(٢) المبدع في شرح المقنع لابن مفلح (٩/ ٣١).
(٣) توضيح الأحكام لابن بسام (٦/ ١٦٦).
(٤) أخرجه البخاريُّ (٨/ ٤١)، ومسلمٌ (٣/ ١٢٩٢).
(٥) أخرجه مسلمٌ (١٦٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>