للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: "عبادة ذات أقوال، أو تقول: التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة؛ حتى يتبين أنها من العبادات" (١).

[مكانة الصلاة في الإسلام]

الصلاة صورة من الصور التي يقوم بها الإنسان لعبادة خالقه، فهي صلة بين العبد وربه، ومنزلتها من الإِسلام بمنزلة الرأس من الجسد، قال - صلى الله عليه وسلم -: "رأس الأمر الإِسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" (٢).

أما من حيث الأركان التي يقوم بها الإِسلام فهي تمثل الركن الثاني بعد الشهادتين؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإِسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" (٣).

فتقدم الصلاة على جميع الأركان بعد الشهادتين لمكانتها وعظيم شأنها، فهي أول عبادة فرضها الله تعالى على عباده في مكة وأول عبادة تكتمل في المدينة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر" (٤).

[ماذا يتحقق بالصلاة]

الصلاة من أجلِّ العبادات، بها يتحقق دوام ذكر الله ودوام الاتصال به،


(١) الشرح الممتع على زاد المستقنع (٢/ ٥).
(٢) أخرجه الترمذيُّ في كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة برقم (٢٦١٦)، وأحمدُ (٥/ ٢٢٠٦٩) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاريُّ في كتاب الإيمان، باب الإيمان، برقم (٨)، ومسلمٌ في كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإِسلام ودعائمه العظام، برقم (١٦) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
(٤) أخرجه البخاريُّ في كتاب صلاة المسافرين، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، برقم (٣٤٣)، ومسلمٌ في كتاب الصلاة، باب صلاة المسافرين وقصرها، برقم (٦٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>