للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقاطعة المنتجات والبضائع الواردة من الدول المعادية]

مقاطعة المنتجات تكون بالتوقف عن شراء البضائع والمنتجات بأنواعها من الدول المعادية للإسلام والمحاربة له، كدولة اليهود في فلسطين ومن يدعمها في حربها على المسلمين.

إن الحصار الاقتصادي كان موجودًا عبر التاريخ سواء أكان بالبيع للعدو أو الشراء منه، ثم حدث ذلك في أول الإسلام عندما منع الصحابي الجليل ثمامة بن أثال -رضي الله عنه- قومه في اليمامة من تصدير القمح إلى المشركين في مكة حتى يأذن رسول - صلى الله عليه وسلم -، فكتبت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فكتب إلى ثمامة أن يخلي بينهم وبين التصدير إليهم.

إن مقاطعة المنتجات والبضائع الواردة من الدول المعادية كإسرائيل ومن يدعمها أمر مشروع، وهو من الحرب الاقتصادية، وقد كان العرب يقاطعون بعض الشركات التي تدعم اليهود في فلسطين على أهل فلسطين، وكان لها أثر كبير من حيث وقوع تلك الشركات المقاطعة في خسائر كبيرة، وقد أفتى كثير من علماء العصر بأهميتها ومنهم الشيخ ابن عثيمين حيث قال (١): المسلمون لو قاطعوا كل أمة من النصارى تساعد الذين يحاربون إخواننا، لكان له أثر كبير، ولعرف النصارى وغير النصارى أن المسلمين قوة، وأنهم يد واحدة. وجاء عن الشيخ ابن جبرين قوله (٢): وعلى المسلمين أن يقاطعوا بترك التعامل معهم، وبترك شراء منتجاتهم، ففي ذلك إضعاف لاقتصادهم. ونقل عن الشيخ الألباني (٣): أما إذا كانوا محاربين فلا يجوز التعامل معهم سواء كانوا في الأرض التي احتلوها كاليهود في فلسطين أو كانوا في أرضهم ما داموا أنهم لنا من المحاربين، فلا يجوز التعامل معهم إطلاقًا، أما من كان مسالمًا فهو على الأصل جائز.


(١) فتوى للشيخ محمَّد بن عثيمين بتاريخ ٢٤/ ٥ / ٢٠٠٤ م الموقع الذهبي للإسلام.
(٢) فتوى للشيخ ابن جبرين بتاريخ ٢٧/ ٧ / ١٤٢١ هـ صادرة من مكتبه.
(٣) انظر فتوى الألباني في الموضوع ذاته في الموقع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>