للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: ٥٥]، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم ... " (١) هذا وهم في البر فكيف إذا كان ذلك في البيت الحرام ويشوش على الطائفين ويجعلهم لا يتمكنون من الخشوع والدعاء والتضرع بهذا المكان الشريف.

٢ - الكلام في أمور الدنيا أثناء الطواف فيما لا حاجة إليه وذلك أن الطائف في صلاة فينبغي أن يستفيد منه في دعائه وتضرعه وابتهاله وقراءة القرآن.

٣ - الطواف وهو يدافع البول أو الغائط ونحو ذلك مما يشغله عن حضور قلبه وخشوعه (٢).

[المرور بين يدى المصلي فى المسجد الحرام والمسجد النبوى]

كان المسجد الحرام يمتلئ بالناس قديمًا في موسم الحج فقط، ولكنه في الوقت الحاضر يمتلئ بهم على مدار العام ويزيد في الحج وفي رمضان ويشق منع الناس عن المرور بين يدي المصلي لأن منهم الطائف والساعي وغيرهم ولذلك فإنه يجوز المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام عند عامة الفقهاء واستدلوا لذلك بحديث كثير بن كثير بن وداعة عن بعض أهله، عن جده "أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة" (٣).


(١) أخرجه البخاريُّ في كتاب المغازي ورقم الحديث (٤٢٠٥).
(٢) حاشية ابن عابدين (٣/ ٥٢٥)، ومواهب الجليل للخطاب (٣/ ٦٨)، ونهاية المحتاج للرملي (٣/ ٢٨٠)، وكشاف القناع للبهوتي (٢/ ٤٨٥).
(٣) أخرجه أبو داود (٢/ ٥١٨)، من حديث المطلب بن وداعة وفي إسناده جهالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>