للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومشروعية الهدي جاءت في الكتاب والسنة والإجماع:

أما الكتاب: فقوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [الحج: ٣٦].

وقوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: ١٩٦].

وأما السنة: فما جاء في حديث جابر -رضي الله عنه- قال: "ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثًا وستين بدنة بيده ثم أمر عليًا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها" (١).

وما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا فقيل نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أزواجه" (٢)، جاء في نيل الأوطار: "وهو دليل على الأكل من دم القران لأن عائشة كانت قارنة".

وأما الإجماع: فقد جاء في بداية المجتهد (٣): "إنهم قد أجمعوا على أن الهدي المسوق في هذه العبادة منه ما هو واجب ومنه تطوع، فالواجب منه ما هو واجب بالنذر، ومنه ما هو واجب في بعض أنواع هذه العبادة، ومنه ما هو واجب لأنه كفارة، فأما ما هو واجب في بعض أنواع هذه العبادة فهو هدي المتمتع باتفاق وهدي القارن ... ".

[أقسام الهدي]

ينقسم الهدي إلى واجب ومستحب.

أولًا: الهدي الواجب وينقسم إلى خمسة أقسام:

١ - هدي واجب للشكر وهو هدي التمتع والقران شكرًا لله تعالى على التوفيق بأداء النسكين في سفر واحد، وهذا هو ما جاء في قوله تعالى: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ


(١) أخرجه مسلمٌ (٤/ ٣٩).
(٢) متفق عليه أخرجه البخاريُّ (٢/ ٢١١)، ومسلمٌ (٢/ ٨٧٦).
(٣) بداية المجتهد لابن رشد (١/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>