للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفرق: ما روي أن مصعب بن الزبير (١) خطب عائشة بنت طلحة (٢)، فقالت: (هو عليَّ كظهر أبي إن تزوجته، ثم رغبت فيه، فاستفتت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمروها: أن تعتق رقبةً وتتزوجه، قال مولاها: فأعتقتني في ظهارها ذاك وتزوجته) رواه سعيد، والأثرم في سننهما (٣).


= ظاهر نصوصه، ولم يفرق بينهما أحمد)، الإنصاف، ٩/ ٢٠١ - ٢٠٢، الإقناع، ٤/ ٨٤.
هذا ووجه وجوب الكفارة مع عدم كونه ظهارًا ما يأتي:
أولًا: دلالة الأثر الذي ذكره المصنف.
ثانيًا: ما قاله القاضي أبو يعلى في شرح الخرقي، ٢/ ق، ٦٠/ أ: (وإنما وجبت عليها كفارة الظهار ... هو أن الله تعالى جعل العلة في وجوب الكفارة على الرجل بقوله المنكر والزور بقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}، وهذا اللفظ قد شاركت الزوج فيه، فيجب أن تكون عليها الكفارة، ولأنه إجماع الصحابة). اهـ.
وانظر أيضًا: المغني، ٧/ ٣٨٤ - ٣٨٥، الشرح الكبير، ٤/ ٥٦٩، كشاف القناع، ٥/ ٣٧٢.
(١) ابن العوام القرشي، الأسدي، كان فارسًا، شجاعًا، سخيًا، جميلًا، ولي إمارة العراق لأخيه عبد الله، وقتل في حربه مع عبد الملك بن مروان سنة ٧١ هـ أو ٧٢ هـ، وله من العمر أربعون سنة.
انظر: تاريخ بغداد، ١٣/ ١٠٥، سير أعلام النبلاء، ٤/ ١٤٠، البداية والنهاية، ٨/ ٣٤١.
(٢) ابن عبيد الله التيمية، وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، محدثة، ثقة، إخبارية، أديبة، بارعة الحسن والجمال، أخذت العلم عن خالتها عائشة، وكانت أشبه الناس بها. توفيت سنة ١١٠ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٣٦٩، البداية والنهاية، ٩/ ٣٣٩، تهذيب التهذيب، ١٢/ ٤٣٦.
(٣) انظر: سنن سعيد بن منصور، ٢/ ٤٣، وليس فيه: فاستفتت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما لفظه: (فسألت عن ذلك فأمرت أن تكفر فأعتقت غلامًا لها ثمن ألفين) ورواه ابن حزم في المحلى، ١٠/ ٥٤ بلفظ: (فسألت الفقهاء وهم متوافرون فأمرت بكفارة) ولفظ آخر: (فسألت عن ذلك أصحاب ابن مسعود فقالوا: تكفر).
ونسب صاحب المغني، ٧/ ٣٨٤ هذا اللفظ الذي أورده المصنف إلى الأثرم، وذكر أن سعيد بن منصور رواه مختصرًا.

<<  <   >  >>