للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجنازة بصوت ولا نار" (١).

ويلحق بذلك رفع الصوت بالذكر أمام الجنازة؛ لأنه بدعة، ولقول قيس بن عباد:

"كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون رفع الصوت عند الجنائز" (٢).

ولأن فيه تشبها بالنصارى، فإنهم يرفعون أصواتهم بشيء من أناجيلهم وأذكارهم مع التمطيط والتلحين والتحزين.

وأقبح من ذلك تشييعها بالعزف على الآلات الموسيقية أمامها عزفًا حزينًا، كما يفعل في بعض البلاد الإِسلامية تقليدا للكفار. والله المستعان.

[ويجب الإسراع في السير بها، سيرا دون الرمل]

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه، وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم" (٣).

ويجور المشى أمامها وخلفها، وعن يمينها ويسارها، على أن يكون قريبا منها إلا الراكب فيسير خلفها لحديث المغيرة بن شعبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الراكب خلف الجنازة، والماشى حيث شاء منها" (٤).

لكن الأفضل المشى خلفها؛ لأنه مقتضى قوله - صلى الله عليه وسلم - "واتبعوا الجنائز".

ويؤيده قول علىّ رضي الله عنه: "المشى خلفها أفضل من المشى أمامها، كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته فذا" (٥).

ماذا يقول إذا دخل القبور أو مرّ عليها:


(١) حسن: [الجنائز ٧٠]، د (٣١٥٥/ ٤٥٣/ ٨).
(٢) رجاله ثقات: [الجنائز ٧١]، هق (٧٤/ ٤).
(٣) سبق ص ١٥٩.
(٤) صحيح: [ص. ج ٣٥٣٣]، ت (١٠٣٦/ ٢٤٨/٢)، نس (٥٥/ ٤)، د (٣١٦٤/ ٤٦٧/ ٨).
(٥) إسناده حسن: [الجنائز ٧٤]، هق (٢٥/ ٤).

<<  <   >  >>