للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان" قالوا فما المسكين يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئًا" (١).

٣ - وأما العاملون عليها: فهم الجباة والسعاة، يستحقون منها قسطًا على ذلك، ولا يجوز أن يكونوا من أقرباء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين تحرم عليهم الصدقة، لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنه انطلق هو والفضل بن العباس يسألان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستعملهما على الصدقة، فقال: "إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمَّد، إنما هى أوساخ الناس" (٢).

٤ - وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام:

منهم من يعطى ليسلم، كما أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفوان بن أمية من غنائم حنين، وقد كان شهدها مشركًا، قال: "فلم يزل يعطينى حتى صار أحب الناس إليّ، بعد أن كان أبغض الناس إليّ" (٣).

ومنهم من يعطى ليحسن إسلامه ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين أيضا جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل، وقال: "إني لأعطى الرجل وغيرُه أحب إليّ منه، خشية أن يكبه الله على وجهه في نار جهنم" (٤).

وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن عليا بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر، وعلقمة بن علاثة، وزيد الخير وقال: "أتألفهم" (٥).


(١) متفق عليه: م (١٠٣٩/ ٧١٩/ ٢)، وهذا لفظه، خ (١٤٧٩/ ٣١/ ٣٤)، نس (٨٥/ ٥)، د (١٦١٥/ ٣٩/ ٥).
(٢) صحيح: [ص. ج ١٦٦٤]، م (١٠٧٢/ ٧٥٢/ ٢)، د (٢٩٦٩/ ٢٠٥/ ٨)، نس (١٠٥/ ٥). قال النووى ومعنى (أوساخ الناس) أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} فهي كغسالة الأوساخ (ص. مسلم شرح النووى ج ٧ ص ٢٥١ ط قرطبه).
(٣) صحيح: [مختصر م ١٥٨٨]، م (١٠٧٢/ ١٦٨/٧٥٤/ ١)، د (٢٩٦٩/ ٢٠٥ - ٢٠٨/ ٨)، نس (١٠٥ و ١٠٦/ ٥).
(٤) متفق عليه: خ (٢٧/ ٧٩/ ١)، م (١٥٠/ ١٣٢/ ١)، د (٤٦٥٩/ ٤٤٠/١٢)، نس (١٠٣/ ٨).
(٥) متفق عليه: خ (٤٣٥١/ ٦٧/ ٨)، م (١٠٦٤/ ٧٤١/ ٢)، د (٤٧٣٨/ ١٠٩/ ١٣).

<<  <   >  >>