للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلم أن التوبة علاقة بين الله تعالى وعبده التائب إليه؛ وذلك بأن تتصور ما يجده التائب من الكرم الإلهي والرحمة الواسعة! ومن هنا أبدأ معك بأوَّل فضل من فضائل التوبة، وهو أن الله تعالى يفرح بتوبة التائبين.

وقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً صادقًا لهذا الفرح فقال صلى الله عليه وسلم: «لله أفرحُ بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده! » رواه البخاري.

وفي مسلم: «فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح».

فتصوَّر أيها التائب فرح الله تعالى بتوبتك! ماذا سيكون جزاء ذلك؟ !

[التوبة سبب الفلاح]

أخي المسلم: التوبة الصادقة مفتاح كل فلاح ونجاح، وقد دعا الله تعالى عباده المؤمنين إلى هذا الفلاح بقوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور ٣١].

قال نصر بن محمد السمرقندي - رحمه الله: يعني لكي تنجوا من عذابه وتنالوا من رحمته؛ فبين - تعالى - أن التوبة مفتاح كل خير وأن فلاح المؤمن في توبته.

<<  <   >  >>