للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالصادق في توبته هو الذي يكون حالُه بعد التوبة أفضل من حاله قبلها.

وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا} [الفرقان: ٧١].

قال الإمام القرطبيُّ - رحمه الله: وقيل: أي من تاب بلسانه ولم يحقق ذلك بفعله فليست تلك التوبة نافعة؛ بل من تاب وعمل صالحًا فحقَّق توبته بالأعمال الصالحة فهو الذي تاب إلى الله متابًا؛ أي: تاب حقَّ التوبة وهي النصوح.

رابعًا: العزم على تدارك ما فات من عبادة وطاعة:

التائب الصادق هو الذي يُقبل على نفسه فيعوض ما فاته من الصالحات؛

فيُقبل على سبل الطاعات بعد أن كان مُقبلاً على سبل المعاصي.

وبدلاً من أيام المعاصي تحل أيام الطاعات ..

وبدلاً من ساعات اللهو والضياع تحل ساعات العبادة والسكينة.

وكلما زاد عزم التائب وجدُّه في طريق الطاعات تناثرت أوساخ وأدران المعاصي ..

وكلما تمكن من أعمال الطاعات ابتعد عن طريق المعاصي ..

وكلما ازداد في ذلك كان برهانًا على صدقه في توبته.

<<  <   >  >>