للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الدنيا والتَّجافي عن متاعها الزائل، وعلم أن رحيله عن الدنيا عن قريب؛ قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥].

وقال الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: ٧٧].

فترى التائب الصادق يذكر تلك اللحظات العصبية (سكرات الموت! )

ويذكر ذلك البيت المفرد (بيت الدود)، (القبر)، ويذكر ما بعد القبر ووقوفه بين يدي الله تعالى .. وهل سيؤمَر به إلى الجنة أم إلى النار؟ !

هذا هو ديدن التائب الصادق الذي حالف الطاعات .. وباين وفارق المعاصي ..

وقد قال بعض الحكماء: (إنما تُعرف توبة الرجل في أربعة أشياء:

أحدها: أن يمسك لسانه من الفضول والغيبة والكذب.

والثاني: أن لا يرى لأحد في قلبه حسدًا ولا عداوة.

الثالث: أن يفارق أصحاب السوء.

والرابع: أن يكون مستعدًا للموت نادمًا مستغفرًا لما سلف.

أيها التائب أبشر ببشرى الله لك إن أنت صدقت في توبتك.

<<  <   >  >>