للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من شوائب المعاصي، ومن كل تعلُّق بغير الله تعالى .. فإذا حقَّقت ذلك صرف الله عنك كل سوء.

وقد أخبرنا الله تعالى عن عاقبة أهل الإخلاص عندما قَصَّ علينا قصة نبيه يوسف - عليه الصلاة والسلام - وما لاقاه من كيد امرأة العزيز، فالتجأ إلى ربه تعالى بإخلاصه، فماذا كانت النتيجة؟ {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: ٢٤].

تلك هي نتيجة الإخلاص: السلامة من كل سوء .. ومن سلمه الله من شرور الدنيا سلَّمه أيضًا من شرور الآخرة لا محالة ..

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فالمؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشًا وأنعمهم بالاً وأشرحهم صدرًا، وأسرِّهم قلبًا، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة.

مجاهدة النفس: أيها التائب .. هل تفكَّرتَ يومًا في هذا العدو الكامن بين جنبيك؟ !

إنه عدوٌّ معاندٌ ومشاكس؛ لا يرضيه الكثير ولا أكثر من الكثير! ! جهاده قبل كل جهاد! !

إنه عدوك الذي قد تعتقد أنه لا يضرك! !

أتدري من هو هذا العدو؟ !

إنه النفس! اللَّهوثةُ خلف الملذَّات والهوى، الجمُوحة النفورة عند الطاعات .. أيها المذنب! جاهد هذه النَّفس قليلاً من الجهاد

<<  <   >  >>