للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصيب به ما فى نفسى، فأنشدته:

ألا أيّها النّاهى فزارة بعد ما ... أجدّت لحرب إنما أنت حالم

أبى كلّ ذى وتريبيت بوتره ... ويمنع منه النوم إذ أنت نائم

أقول لفتيان كرام تروّحوا ... على الجرد فى أفواههنّ الشكائم

قفوا وقفة من يحى لا يخز بعدها ... ومن يخترم لا تتبعه اللوائم

قال أبو حاتم: وفى هذه القصيدة:

وما أنت إن باعدت نفسك عنهم ... لتسلم ممّا بعد ذلك سالم

قال المفضّل: فحمل إبراهيم حتى خرق الصفوف، وانضم عليه القوم، فقلت:

ذهب، ثم خرج إلىّ فقال لى: يا مفضّل، أما أنت فما عدوت ما فى نفسى.

قال أبو حاتم: والشعر لأرطاة بن سهيّة، أو قتب بن حصن الشّمخىّ.

وللمفضل أخبار مع المهدى، وأخبار مع الرشيد ومع جماعة من الشعراء، ليس هذا موضع استقصائها، وإن أخّر الله فى الأجل استقصيت أخباره فى مصنف مفرد أسميه المفصل فى أخبار المفضل إن شاء الله تعالى، لأنى أذكر فيه أخباره مفصله مفنّنة، مع كل من له خبر، والله أعلم.

٧٦٥ - المفضّل بن سلمة بن عاصم أبو طالب اللغوىّ «١»

ضبىّ، حدّث عن عمر بن شبة، ومحمد بن شدّاد المسمعىّ [١]، ويعقوب بن إسحاق ابن أبى إسرائيل [٢]. وله كتاب ضياء القلوب فى تفسير القرآن العزيز وغيره من


[١] كان من رجال المعتزلة، وتوفى سنة ٢٨٧؛ لسان الميزان (٥: ١٩٩).
[٢] هو يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم؛ روى عنه المفضل بن سلمة؛ وانظر تاريخ بغداد (١٤: ٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>