للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ في إجازته العامّة، أنشدنا أبو الحسن يونس بن يحيى ابن سلامة الحصكفىّ التّاجر بديار مضر، قال: أنشدنى أبو الفضل يحيى بن سلامة ابن الحسين النّحوىّ بميّا فارقين لنفسه:

والله لو كانت الدّنيا بأجمعها ... تبقى علينا ويأتى رزقها رغدا

ما كان من حقّ حرّ أن يذلّ لها ... فكيف وهى متاع يضمحلّ غدا!

٨٢١ - يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمد الأزدىّ أبو بكر «١»

من أهل قرطبة؛ مدينة بالأندلس، سكن دمشق والموصل. أحد أئمة اللّغة والقرآن، وله يد قويّة في النّحو والقراءة بروايات بمصر والعراق، وله وقار وسكينة، دخل بغداد، وقرأ القرآن على ابن بنت الشيخ [١] أبى منصور، وسمع عليه كتبا كثيرة، منها: «كتاب سيبويه»، والنّسخة بذلك عندى، ولله الحمد. وأخذ عن مشايخ ذلك الوقت. وكان دخوله إلى بغداد سنة سبع عشرة وخمسمائة، وكان ثقة صدوقا ثبتا نبيلا، قليل الكلام، كثير الخير مفيدا.

ولد في سنة ست وثمانين وأربعمائة بمدينة قرطبة. واستوطن رحمه الله الموصل، ورحل منها إلى أصبهان، ثم عاد إلى الموصل، وأقام بها إلى أن مات، وأقرأ النّاس القرآن الكريم بالقراءات، وروى الحديث وعلّم النحو، وانتفع به الناس.


[١] هو عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله، أبو محمد البغدادى، سبط أبى منصور الخياط؛ ذكره ابن الجزرى في طبقات القراء ١: ٤٣٤، وقال: «شيخ الإقراء ببغداد في عصره. ولد سنة ٤٦٤، وتوفى سنة ٥٤١ ببغداد»، وترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>