للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومستفيدا من برّه، إلى أن توجّه الملك الظاهر إلى نصرة أبيه بمرج [١] عكّا على الفرنج، فسار في صحبته، ومرض في طريقه، فانقطع بمدينة دمشق، ومات بها في حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

ورأيت بخطه أجزاء من كتاب «الكشاف» للزمخشرى في تفسير القرآن، وفيها سقم ظاهر، ورأيت من تلامذته ابن الحبرانىّ [٢] الحلبىّ النحوىّ، وسألته عن علمه فعلّل القول في وصفه ولم يبالغ.

٩١١ - أبو زياد الكلابىّ، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ «١»

أعرابىّ بدوىّ، قال دعبل: قدم أبو زياد من البادية أيّام المهدىّ، حين أصابت النّاس المجاعة، ونزل بغداد في قطيعة العباس بن محمد، وأقام بها أربعين سنة، وبها مات.

وكان لغويّا شاعرا فصيحا، من بنى عامر بن كلاب.

وصنّف كتبا جليلة، كثيرة الفوائد، مستوفاة في فنها، واسترق [٣] العلماء بعده منها، فمن ذلك: كتاب «النّوادر [٤]» وهو أتمّ كتاب عمل في هذا النوع، وأكثرها فائدة. كتاب «الفرق». كتاب «خلق الانسان». كتاب «الإبل».


[١] المرج، بالفتح ثم السكون: الأرض الواسعة، فيها نبت كثير تمرج فيه الدواب. وعكا:
اسم بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن. ذكرها ياقوت باسم «عكة». قال: هى أحسن بلاد الساحل في أيامنا هذه وأعمرها.
[٢] ذكره ياقوت في ترجمته لأبى الرجاء هذا، وقال: «وأنشدنى الأخ أبو القاسم أحمد ابن هبة الله بن سعد الحيرانى النحوى الحلبى.».
[٣] كذا في ب، وفي الأصل «واشترى».
[٤] وهو ضمن الكتب التى تعقبها على بن حمزة البصرى في كتابه، «التنبيهات على أغاليط الرواة».

<<  <  ج: ص:  >  >>