للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٢٠ - أبو عبد الله بن الجلّاب الواسطى النحوىّ المقرئ الضرير «١»

شيخ نحوىّ من أهل القرآن والسّتر والفضل، ذكره ابن التّنوخىّ [١]، وقال بعد وصفه بالجميل: كان ابن محمان النّقيب قد عارض هذا الشيخ في عقار له، واحتجّ عليه بأنه لبعض أصحاب بختيار [٢]، وأنّه باعه [٣] منه حيلة على السلطان، وأدخل يده في العقار، وذلك في أيّام عضد الدّولة فنّاخسرو [٤].

قال: فأتانى الرجل لأسأل ابن محمان في أمره، فركبت إلى ابن محمان، وسألته أن يقنع منه باليسير، فأجابنى وانصرفت، فقال له بعض الكتاب بعد انصرافى: هذه حيلة عليك، وأنت تعرف منزلة التّنوخىّ عند عضد الدولة، وإنّما بعثه إليك ليعلم فعلك في الأموال، والواجب أن تسبقه إلى الملك، وتعرّفه القصّة، فتركه ومضى إلى الملك، وتحدّث معه في ذلك وبالغ، فجاءنى رسول الملك يستدعينى، فلمّا دخلت إليه وجدت ابن محمان قائما، فقال لى الملك: خاطبت اليوم هذا في كذا وكدا؟ وذكر القصّة، فقلت: نعم، فقال: وما حملك


[١] هو المحسن بن على بن محمد بن أبى الفهم، القاضي التنوخى صاحب كتاب تشوار المحاضرة وكتاب الفرج بعد الشدّه. كان من العلماء الأدباء، وكان معاصرا لعضد الدولة. توفى سنة ٣٨٤. ابن خلكان ١: ٤٤٤.
[٢] هو بختيار أبو منصور، عز الدولة بن معز الدولة، أحمد بن بويه، أحد سلاطين العراق من بنى بويه. تسلطن بعد أبيه سنة ٣٥٦، ونشأت معارك بينه وبين ابن عمه عضد الدولة، انتهت بمقتله سنة ٣٦٧. الأعلام للزركلى ٢: ١١.
[٣] البيع هنا: الشراء؛ وهو من الأضداد.
[٤] هو فنا خسرو الملقب بعضد الدولة، أحد المتغلبين على الملك من آل بويه في عهد الدولة العباسية.
تولى ملك فارس، ثم ملك الموصل وبلاد الجزيزة، وهو أول من خطب له بالمنابر بعد الخليفة. توفى سنة ٣٧٢. ابن خلكان ١: ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>