للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ظال للمجتلى وجه المنى أمل ... وطاب للمجتنى غرس العلا ثمر

كن واثقا من دعائى بالإجابة إنّى ... قطّ لم أدع إلّا ساعد القدر

فما عدنك صروف الدهر وانصرفت ... فكلّ ذنب لها من بعد مغتفر

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

٩٤٤ - أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقىّ الأندلسى النحوىّ المعروف «١» بالعلم

نحوىّ فاضل عالم، ذكىّ النّفس، له مشاركة حسنة في المنطق وعلم الكلام.

قرأ الأدب في الأندلس على مشايخ وقتة، وصحب جماعة من أهل العلم هناك، كابن المره، وابن عميرة، ومن يجرى مجراهم. ورحل عن الأندلس إلى الشرق، يطلب الفوائد والتزيّد منها، وحجّ ودخل بغداد، واجتمع بأبى البقاء النّحوىّ وطبقته، واستفاد منهم، ثم خرج إلى الشام، وقطن حلب، وتصدّر بها لإقراء النحو برهة، وكان قد اجتمع في طريقه من الغرب ببعض مدن برّ العدوة بأبى موسى الجزولىّ النحوىّ، وسأل عن شىء في «مقدّمته»، فبيّنه له.

ولمّا سكن حلب شرح «المقدمة [١] الجزولية» شرحا كافيا، أحسن فيه، وتكلّم على غوامضه ومعانيه، وشرح كتاب «المفصّل [٢]» للزمخشرى شرحا استوفى فيه القول، لا يقصر أن يكون في مقدار كتاب أبى سعيد السّيرافىّ في شرح سيبويه، واستعان فى عبارته ببعض عبارة المتكلّمين، وكان أقدر على ذلك من غيره [٣].


[١] ذكر ياقوت أنها تقع في جزأين.
[٢] ذكر ياقوت أنه في عشر مجلدات.
[٣] وذكر له السيوطىّ من المؤلفات أيضا: «شرح قصيدة الشاطبى».

<<  <  ج: ص:  >  >>