للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر محمد بن سلّام الجمحىّ أن أبا المهديّة هذا من باهلة، وكان يصرف [١].

وجهه يمينا وشمالا، ويقول: «اخسأنان عنّى»، فيسأل [٢] عن ذلك فيقول:

جنّان تداومنى [٣] تركبنى [٤].

وقال أبو عبيدة: كان أبو مهديّة يقعد على تلّ من سماد وقد غرس فيه قصبات يصّلى إليهنّ، فكان أصحابه يقعدون إليه إينما قعد، لحرصهم للأخذ عنه، فقال يوما: ما هذه القتمة؟ - وكان حولنا خشبة- فقال له بعض أصحابه: إنك والله على قبح منها ضخم. والقتمة: خبث فيح الريح.

٩٥٧ - أبو مالك الطّرمّاح، واسمه أمان بن الصّمصامة ابن الطرمّاح بن حكيم القروىّ «١»

من ساكنى القيروان بالمغرب بأرض إفريقيّة، وكان شاعرا عالما باللّغة، حافظا للشّعر.

جدّه الطرمّاح بن حكيم. وكانت المهالبة أيّام ولا يتهم إفريقيّة، تكرم أبا مالك. واطّرحه ابن الأغلب إذ صار إليه الأمر، وقال: جدّه الطرماح هجا بنى تميم [٥]. وسأله ابن فروخ: لم قيل لجدّك: الطرماح، قال: أمّا في كلامنا معشر طيّىء فإنه الحية الطويل [٦]. وأنشد أبو عمرو الشيبانى في الطرمّاح:


[١] مجالس العلماء ص ٤: «يضرب حنكيه: يمينا وشمالا».
[٢] مجالس العلماء: «فسألناه».
[٣] مجالس العلماء: «تذأمنى»، قال: «أى تركبنى»، وفي اللسان: «أن الذأم الطرد».
[٤] لم يرد الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام؛ وهو في مجالس العلماء ٤، وطبقات الزبيدىّ.
[٥] الزبيدىّ: «واطرحه ابن الأغلب إذ صار إليه الأمر لهجاء جده الطرماح بن حكيم».
[٦] لم يرد في اللسان بهذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>