للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو طرمّاح قليل طبعه ... مثل الحصان جيب عنه برقعه

يزعزع الدّلو ولا يزعزعه

وقال أبو الوليد المهرىّ [١]: أبطأت عن أبى مالك [٢]- وكان مريضا- فكتب إلىّ هذه الأبيات:

أبلغ المهرىّ عنى مألكا ... أن دائى قد أصار المخّ ريزا [٣].

فإذا مامتّ فانعم وأقم ... وتملّ العيش في الدنيا كثيرا

كنت في المرضى أسيرا ملصقا [٤] ... فلقد أصبحت في المرضى أميرا

وأخذ عنه المهرىّ جزءا من اللغة والنحو والشعر.

٩٥٨ - أبو المعالى البرمكىّ اللغوىّ «١»

ما عرفت له حالة، وإنّما رأيت بعض تصنيفه في اللّغة، وهو كتاب كبير على حروف المعجم، أوّله الألف وآخره الياء، كذا ذكر في خطبة كتابه، رأيت منه ثلاثة حروف: الألف والباء، والتاء، كلّ حرف منها في مجلّد صخم.

وجرى ذكر هذا الرجل يوما، فقال لى محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار ابن يوسف بن أبى الحجّاج بن عبد السلام المقدسىّ الأصل، المصرىّ المولد والدار، وهو رجل عسر الإفادة، محبّ لطلب العلم، ضنين بما نخلّصه [٥] منه. فقال:


[١] فى طبقات الزبيدىّ: «وقال أحمد بن أبى الأسود النحوى: حدثنى أبو الوليد المهرى قال».
[٢] فى الزبيدىّ: «أبى مالك بن الصمصامة».
[٣] أصار المخ ريرا، أى جعله ذائبا.
[٤] كذا في طبقات الزبيدىّ وفي الأصلين: «أميرا ملصقا».
[٥] ب: «نحصله».

<<  <  ج: ص:  >  >>