للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤ - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ أبو جعفر [١]

كان متقنا فى العلوم، راوية للشعر والأخبار، شاعرا. قال: أصبحت فى يوم غيم ورذاذ، ففكّرت فيمن أبعث إليه، فخطر بقلبى أبو جعفر محمد ابن الفضل، فأخذت الدواة لأكتب إليه، فإذا الغلام يقول: أبو جعفر محمد بن الفضل بالباب، فقلت: يدخل، فلما دخل قمت إليه، والقلم والقرطاس فى يدى، فقلت: هذا والله كتابى إليك، فالحمد لله الذى جاء بك، فقال: ليس أقيم عندك، ولا تقعد من قيامك؛ حتى توافينى إلى البيت، ولست أنتظرك، فإن عندى إنسانا يشتاقك وتشتاقه، ثم قال: يا غلام أسرج الدابة، واذهب أنت يا غلام، فجئ بثيابه، ثم مضى وتركنى، ولحقت به.

فدخلت وهو قاعد على مصلّى عند باب الرّواق، وبحذاء المصلّى آخر عليه مخارق المغنّى، وقد أخلى لى الصّدر، فلما دخلت قام إلىّ مخارق فسلّم علىّ، ثم جلس،


[١]. ترجمته فى الأغانى ١٨: ٩١ - ٩٤، وبغية الوعاة ١٦٩، وتاريخ بغداد ٥: ١١٧، وتلخيص ابن مكتوم ٢٠، وطبقات الزبيدىّ ٥٣، وطبقات ابن قاضى شهبة ١: ٢٤٧، وطبقات القراء لابن الجزرىّ ١: ١٣٣، والفهرست ٥٠ - ٥١، ومعجم الأدباء ٤: ١٣٩ - ١٤٣، والوافى بالوفيات ج ٢ مجلد ٣: ٤٣٧. واليزيدىّ منسوب إلى يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميرىّ، خال المهدىّ العباسىّ، وكان جدّه يحيى بن المبارك بن المغيرة منقطعا إليه، مؤدبا لأولاده، فنسب إليه، وكانت وفاته قبل سنة ٢٦٠؛ كما ذكره السيوطىّ فى بغية الوعاة. واليزيديون جماعة: يحيى وأولاده:
محمد، (وهو المقدم منهم)، وإبراهيم، وإسماعيل، وعبد الله؛ وهؤلاء الأربعة برعوا فى اللغة والعربية، ويعقوب وإسحاق، وهذان زهدا وتعلما الحديث. ثم أولاد محمد بن يحيى المذكور، وعددهم اثنا عشر:
أحمد، والعباس، وجعفر، والحسن، والفضل، وسليمان، وعبيد الله، (وهؤلاء برعوا)، وعبد الله، وعلىّ، وعيسى، ويوسف، والحسين. انظر الفهرست ص ٥٠، والأنساب ص ٦٠٠ ا، وبغية الوعاة ص ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>