للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدره، ويكثر برّه، وكان يتّجر فى الخشب، ويكتسب منه، وتبعه على ذلك جماعة من أهل بيته.

حضر يوما عند كافور، ودخل أبو الفضل بن عيّاش، «١» فدعا أبو الفضل لكافور بأن قال: «أدام الله أيام مولانا»، بخفض أيام، فتبسم كافور، ونظر إلى أبى إسحاق النّجيرمىّ- وقد فطن للّحن- فقام أبو إسحاق النّجيرمىّ، وأنشد ارتجالا:

لا غرو أن لحن الداعى لسيدنا ... وغصّ من هيبة بالرّيق والبهر «٢»

فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين البليغ وبين القول بالحصر «٣»

فإن يكن خفض «الأيام» من دهش ... من شدّة الخوف لا من قلّة البصر

فقد تفاءلت فى هذا لسيدنا ... والفأل نأثره عن سيد البشر «٤»

فإنّ أيامه خفض بلا نصب «٥» ... وإنّ دولته صفو بلا كدر

فأمر له كافور الإخشيدىّ بثلاثمائة دينار، ولابن عيّاش بمثلها.

١٠٣ - إبراهيم بن على الفارسىّ النحوىّ اللغوىّ أبو إسحاق [١]

من الأعيان فى علم اللغة والنحو. ورد بخارى، فأجل وبجّل، ودرس عليه أبناء الرؤساء والكتّاب بها، وأخذوا عنه، وولى التّصفّح فى ديوان الرسائل، ولم يزل يليه إلى أن استأثر الله به.


[١]. ترجمته فى بغية الوعاة ١٨٤، وتلخيص ابن مكتوم ٢٦، وسلم الوصول ٢٥، ومعجم الأدباء ١: ٢٠٤ - ٢٠٥، ويتيمة الدهر ٤: ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>