للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد صار قلبى للصّبابة موطنا ... معاهدها فيه غدوّ وأوصال

فو الله لا أشكوك ما هبّت الصّبا ... ولو كثرت فىّ الأحاديث والقال

وشعره كثير. وقد كان فى وسط المائة الخامسة موجودا بصقلّيّة، والله أعلم.

[١٦٨ - جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن ناصر بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب [١]]

التّهامىّ المكىّ أبو محمد. كان عارفا بالنحو واللغة؛ شاعرا يمتدح الأكابر، طالبا لرفدهم، وكان فى رأسه دعاوى وخيوط خارجة عن الحدّ.

رحل من الحجاز إلى العراق، وجاب الآفاق. وجرى يوما وهو حاضر فى بعض محافل الأدب والمذاكرة حديث أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ وتبحّره فى اللغة، فقال: ومن ثعلب! أنا أفضل من ثعلب.

دخل خراسان، وأقام بها مدّة، ثم عاد إلى العراق، ودخل واسط، وسار عنها إلى أرض فارس، ولم يعلم له خبر بعد ذلك، فمن شعره:

أما لظلام ليلى من صباح ... أما للنّجم فيه من براح

كأنّ الأفق سدّ فليس يرجى ... له نهج إلى كلّ النواحى

كأنّ الشمس قد مسخت «١» نجوما ... تسير مسير أذواد طلاح «٢»


[١]. ترجمته فى بغية الوعاة ٢١٢، وتلخيص ابن مكتوم ٤٧، والوافى بالوفيات ج ٣ مجلد ٢:
٢٥٧ - ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>