للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٩ - القيلوىّ النحوىّ «١»

لا أعرف اسمه، ونسبته أشهر. من أصحاب ابن الخشّاب، قرأ عليه النحو، وتصدّر لإفادته. وكان رجلا طويلا فقيرا كثير التسنّن إلى أن لعنه الشيعة فى المشاهد.

وقيلوية التى ينتسب إليها من قرى نهر الملك [١]. وكان كثيرا ما يحضر حلقة الشيخ فخر الدين، غلام ابن المنى الحنبلىّ، ويشارك فى الفقه مشاركة قريبة.

وسأله يوما بعض تلاميذ فخر الدين عن بيت لابن حيّوس [٢]؛ وهو:

طال ما قلت للمسائل عنهم ... واعتمادى هداية الضّلّال [٣]

هل يجوز «هداية» بالنصب ويكون خبر المبتدأ محذوفا تقديره: «واعتمادى أنا» أو يكون النصب على أنه مفعول للمصدر؟ فقال: لا، بل هو مبتدأ، وخبره «هداية».

وحضر هذا القيلوىّ يوما عند عز الدين بن مبادر رئيس السنيّة ببغداذ، وجرى ذكر الأئمة، فأظهر من السنيّة ما نسب فيه إلى النّصب [٤]، وكان ابن مبادر هذا يتشيع تشيع عاقل، فقال له: أيها الشيخ- وهو لا يعرفه- إن سمع بك المتشيّعة لعنوك كلعنتهم


[١] نهر الملك: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى؛ يقال إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية على عدد أيام السنة. (ياقوت).
[٢] هو أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد المعروف بابن حيوس، أحد الشعراء الشاميين، لقى جماعة من الملوك ثم انقطع إلى بنى رواس أصحاب حلب. وله ديوان شعر كبير (منه نسخة فى دار الكتب المصرية؛ من أوله إلى حرف النون). توفى سنة ٤٧٣. ابن خلكان (٢: ١٠).
[٣] من قصيدة مدح بها أبا الفضائل سابق بن محمود؛ وبعده:
إن ترد علم حالهم عن يقين ... فالقهم فى مكارم أو نزال
تلق بيض الوجوه سود مثار النّقع خضر الأكفاف حمر النصال
[٤] أهل النصب: المتدينون ببغضة علىّ رضي الله عنه، لأنهم نصبوا له، أى عادوه. (القاموس).

<<  <  ج: ص:  >  >>