للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التهذيب كثيرا، وروى عن أبى الحسن الصيداوىّ، وروى الصيداوىّ عن الرياشىّ [١].

٦٠٢ - محمد بن أبى الحسن الأندلسى «١»

رئيس جليل، عالم باللغة والأدب. كان فى أيام الحكم المستنصر أثيرا بالعلم عنده. وتقدّم إليه الحكم المستنصر بمقابلة كتاب العين للخليل بن أحمد مع أبى علىّ إسماعيل بن القاسم القالى وابنى سيّد [٢] فى دار الملك التى بقصر قرطبة، وأحضر من الكتاب نسخا كثيرة فى جملتها نسخة القاضى منذر بن سعيد البلّوطىّ التى رواها بمصر عن ابن ولّاد. وسألهم يوما الحكم عن النسخ فقالوا: [إن] نسخة القاضى أشدّ النسخ تصحيفا وخطأ وتبديلا، فسألنا تبيين ذلك له، فأنشدوه أبيانا مكسورة، وأسمعوه ألفاظا مصحّفة. فسأل أبا علىّ القالى عن حقيقتها، فأخبره على قول الجماعة. واتّصل المجلس بالقاضى منذر، فكتب إلى الحكم المستنصر رقعة، وفيها:

جزى الله الخليل الخير عنّا ... بأفضل ما جزى فهو المجازى

وما خطأ الخليل سوى المغيلىّ ... وعضروطين فى ربض الطّراز [٣]

فصار القوم زرية كلّ زار ... وسخريّا وهزأة كل هازى [٤]


[١] ذكر ياقوت للمترجم من المصنفات كتاب: الشامل، وكتاب الفاخر، وكتاب الزيادات التى زادها فى معانى الفراء، وكتاب زيادات أمثال أبى عبيد، وكتاب ما زاد فى المصنف وغريب الحديث.
[٢] هما أحمد بن أبان بن سيد اللخمى، وقد ترجم له المؤلف فى الجزء الأول ص ٦٥ وأخوه محمد بن أبان بن سيد؛ ترجم له السيوطى فى البغية ص ٤، وقال عنه: «كان عالما بالعربية واللغة حافظا للأخبار والآثار، أخذ عن أبى على البغدادى. وتوفى سنة ٣٥٤».
[٣] المغيلىّ، وهو أبو بكر المغيلىّ، وكان فى أيام الحكم المستنصر، وله ترجمة فى بغية الملتمس ص ٥٠٣ والعضروطان: مثنى بمضروط، وهو الخادم على بطنه.
[٤] أى هازىء بالهمز، وخففها ضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>