للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٢٣ - محمد بن الحسن الطّوبى أبو عبد الله الصّقلىّ «١»

مقيم بصقلّية، يتولّى الإلشاء، نحوىّ أربى فى النّحو على نفطويه [١]. وفى الطّب على [ابن] ماسويه [٢]؛ جامع للفضائل، عالم بالرسائل، وكلامه فى نهاية الفصاحة، وشعره فى غاية الملاحة. وله مقامات تزرى بمقامات البديع [٣] وإخوانيّات كأنّها زهر الربيع؛ مع خطّ كالطّرز [٤] المعلمة، والبرود المثمنة. وكان الشعر طوع عنانه، وخديم جنانه. ومدحه ابن القطّاع الصّقلىّ بقوله:

أيها الأستاذ فى الط ... يّب وإعراب الكلام

لك فى النحو قياس ... لا يساميه مسام

ثمّ فى الطب علاج ... دافع الداء العقام

أنت فى النثر البديه ... ىّ وفى النظم السّلامى [٥]

فاضل لآباء والنّف ... يس عظامىّ عصامى

ومن شعر محمد بن الحسن قوله:

أخشى عليك الحسن يا من به ... أصبح كلّ الناس فى كرب

ألا ترى يوسف لما انتهى ... فى حسنه ألقى فى الجبّ


[١] هو أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص ٢٣١.
[٢] هو أبو زكرياء يوحنا بن ماسويه، كان طبيبا فضلا، مقدما عند الملوك، عالما مصنفا؛ خدم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل؛ وصنف كثيرا من الكتب فى الطب؛ ذكرها ابن النديم فى الفهرست ص ٢٩٦.
[٣] هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذانى، المعروف بديع الزمان، صاحب المقامات والرسائل، روى عن أحمد بن فارس صاحب المجمل وغيره، وسكن هراة من بلاد خراسان، وبها توفى سنة ٣٩١. ابن خلكان (١: ٣٩).
[٤] الطرز: جمع طراز، وهو علم الثوب.
[٥] البديهىّ: هو أبو الحسن على بن محمد البديهى، ذكره الثعالبى فى اليتيمة: (٣: ٣٠٩)، وقال عنه: «من شهر زور، كثير الشعر، نابه الذكر، خليفة الخصر»، وأورد طائفة من شعره.
ولسلامى، هو أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامى. قال الثعالبى: «من أشهر أهل العراق قولا على الاطلاق، وشهادة بالاستحقاق»، وأورد طائفة من شعره. وانظر ليتيمة ٢: ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>