للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٦٧ - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد ابن محمد بن مكيال «١»

ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور فقال: «أبو جعفر الأديب، وهو الرئيس ابن الرئيس الأوحد؛ الذى جلّ عن الرياسة. وجدّه [١] الشيخ أبو العباس.

قد قدّمت ذكر سلفه عند [٢] ذكر جدّه [٣] وابنه على نحو ما قالت الخنساء:

كأنه علم من فوقه نار

[٤] «فأما أبو جعفر؛ فإنه أديب شاعر لغوىّ. وقد تفقه عند قاضى الحرمين أبى الحسن، وسمع أحمد بن كامل القاضى، وأحمد بن سليمان الفقيه وعبد الله بن إسحاق الخراسانى وأقرانهم ببغداذ. وحدّث، وعقد له الإملاء سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ودفن فى دار الشيخ أبى محمد.

أنشدنى أبو جعفر الميكالى:

اشرح لمكروه بدا صدرا فقد ... يكفيك ربّ قد كفى ما قد مضى

واعلم بأنك لو أتيت بكل من ... وطئ الحصى لم يدفعوا ما قد قضى

وإذا تحققت الذى قد قلته ... فاستبدل الحزن المبرّح بالرضا [٥]


[١] فى الأصلين: «وهو» تحريف.
[٢] فى الأصلين: «عن» تحريف.
[٣] تقدمت ترجمة جدّه إسماعيل بن ميكال للمؤلف فى الجزء الأوّل ص ٢٣٤؛ وذكر أباه عبد الله صاحب الدمية (٤: ٣٨٢) وقال: «هو أشهر، وذكره أسير، وفضله أكثر من أن ينبه عليه، وله مع كرم حسبه، وتكامل شرفه فضيلة علمه وأدبه».
[٤] عجز بيت وصدره:
وإن صخر لتأتم الهداة به
[٥] قال ابن مكتوم: «غلط أبو جعفر رحمه الله فى إدخال الباء على «الرضا» والصواب إدخالها على «الحزن» ونصب «الرضا» لأن المنصوب هو العوض الحاصل، وما دخلت عليه الباء هو المعوّض عنه الذاهب، هذا كلام العرب، قال الله تعالى:
وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ
. وقال: «أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ»
، وقال:
وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ
أى يستبدل بكم وقال الراجز: أبدلك الله بلون لونين فلو قال: «فاسنبدلن بحزنك البرح الرضا» لأجاد، وقد غلط فى هذا كثير من المصنفين والفقهاء والأدباء».

<<  <  ج: ص:  >  >>