للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللغة والأدب كل جميل. ومما حصله كتاب المحكم فى اللغة لابن سيده الأندلسىّ؛ وهو كتاب كبير فى عدّة مجلدات يقارب العشرين. وكانت هذه النسخة للأشيرىّ [١] المغربىّ، واشتراها من تركة المجد بن جهبل الحلبىّ وأخذها منه بالجاه، وهى فى وقفه بدمشق، وكان أهل الحديث يستلينونه فى الحديث. وكان لقبه التاج؛ أدركته بمصر يسمع عليه، ويستفاد منه. وهو نازل بدار سعيد السعداء التى جعلت للصوفية بالقاهرة تجاه دار السلطان. وذكر أن مولده فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وتوفى بدمشق فى ليلة السبت تاسع عشرين شهر ربيع الأوّل من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ودفن بسفح جبل قاسيون [٢]. ووقف كتبه بها على رباط الصوفية المعروف بالسّميساطىّ [٣]. والله أعلم.

٦٧٣ - محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب أبو عبد الله بن أبى خلف «١»

الأرّجانىّ الأصل الهمذانى المولد. والأرّجان من نواحى الرىّ. له معرفة باللغة وأشعار العرب، وسافر الكثير، واستفاد وأفاد. ولقى علماء أهل البلاد فى خراسان والشام والعراق والحجاز والجزيرة وما وراء النهر. وخرج من الموصل


[١] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص ١٣٧.
[٢] قاسبون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. قال ياقوت: «وفيه عدة مقابر، وفيها آثار الأنبياء وكهوف، وفى سفحه مقبرة أهل الصلاح؛ وهو جبل مقدس، يروى فيه آثار، وللصالحين فيه أخبار».
[٣] السميساطى: منسوب إلى سميساط، مدينة على شاطئ الفرات فى طرف بلاد الروم؛ ولعلها دار أبى القاسم على بن محمد السميساطى المتوفى بدمشق سنة ٤٥٣، ذكره ياقوت فى معجم البلدان (٥: ١٣٨): وقال: «ودفن فى داره بباب الناطفانيين، وكان قد وقفها على فقراء المؤمنين والصوفية، ووقف علوها على الجامع».

<<  <  ج: ص:  >  >>