للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٨١ - محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبىّ النحوىّ الكوفىّ «١»

سكن بغداذ، وكان مؤدّب عبد الله بن المعتزّ [١]. وحدّث عن محمد بن كناسة الأسدىّ وغيره من أئمة العلم والحديث. وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلّق بالأدب، وروى عنه الناس فى زمانه. فمن نوادره التى أفادته أنه حفّظ ابن المعتزّ وهو يؤدّبه «والنازعات»، وقال له: إذا سألك أمير المؤمنين أبوك: فى أىّ شىء أنت؟ فقل: أنا فى السورة التى تلى «عبس» ولا تقل: أنا فى «والنازعات». قال:

فسأله أبوه: فى أى شىء أنت؟ قال: فى السورة التى تلى «عبس»، فقال له:

من علّمك هذا؟ قال: مؤدّبى. فأمر له بعشرة آلاف درهم.

وكان محمد بن عمران الضبىّ هذا على اختيار القضاة للمعتزّ، فاجتمع إليه القضاة والفقهاء؛ الخصّاف [٢] وغيره من [القضاة [٣] و] الفقهاء. وكان الضبى [هذا [٣]] معلّما كما تقدّم ذكره قبل ذلك، فنعس، ثم رفع رأسه وقال: تهجّوا لنا- على عادته فى الكتّاب قديما- وكان شيخا حلوا يحفظ الأخبار والملح ولا يحفظ حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ثقة [٤].


[١] هو أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله الخليفة بن المتوكل على الله الخليفة، صاحب الشعر البديع والتشبيهات الرائعة، بويع بالخلافة بعد خلع الخليفة المقتدر، وخلع من يومه. ثم قتل سنة ٢٩٦.
النجوم الزاهرة (٣: ١٦٤).
[٢] هو الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن مهير الشيبانى المعروف بالخصاف، توفى سنة ٢٦١.
(الجواهر المضية ١: ٨٧ - ٨٨).
[٣] تكملة من ب.
[٤] ذكر ابن قاضى شهبة أنه مات سنة ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>