للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بني النجار، فحمل أبو أيوب - رضي الله عنه - رحلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى منزله (١)، ولما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رحله قيل عند أبي أيوب فقال: "المرءُ مع رحله" (٢).

قال البراء: "أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير، وابن أمّ مكتوم، فجعلا يقرئان الناسَ القرآن، ثم جاء عمّار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عشرين راكبًا، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيتُ الناسَ فرحوا بشيءٍ كفرحِهِم به؛ حتى رأيتُ النساء والصبيان والإِماء يقولون: هذا رسول الله قد جاء" (٣).

وقال أنسُ بن مالك: "شهدتُه -أي: النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم دخل المدينة فما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسن ولا أضوأَ من يوم دخل المدينة علينا، وشهدتُه يوم مات، فما رأيتُ يومًا قطُّ كان أقبح ولا أظلمَ من يوم مات" (٤).

فأقام في منزل أبي أيوب سبعة أشهر (٥)؛ حتى بني حجره ومسجده، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في منزل أبي أيوبَ- زيدَ بن حارثة، وأبا رافع، وأعطاهما بعيرين وخمس مئة درهم إِلى مكة، فقدما عليه بفاطمة، وأم كلثوم ابنتيه، وسودة بنت زمعة زوجته، وأسامة بن زيد وأمّه أم أيمن.

وأما زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبقيت مع زوجها أبو العاص بن الربيع، وخرج عبد الله بن أبي بكر معهم بعيال أبي بكر، ومنهم عائشة، فنزلوا في بيت حارثة بن النعمان (٦).


(١) ابن هشام، السبرة النبوية ٢/ ١٣٦.
(٢) البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ٥٠٩.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مقدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ح (٣٩٢٥).
(٤) أخرجه أحمدُ (٣/ ١٢٢)، والدارميّ (١/ ٤١).
(٥) رواه ابن سعد عن الواقدي (الطبقات ١/ ٢٣٧).
(٦) انظر: طبقات ابن سعد (١/ ٢٣٧، ٢٣٨).

<<  <   >  >>