للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يجعلْ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لبني النجار نقيبًا، وقال: أنا نقيبكم (١)، فكان من فضل بني النجار الذي يعتدون به على قومهم، أن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقيبهم (٢).

[٣ - مولد عبد الله بن الزبير بن العوام]

ولد عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي في شوال من السنة الأولى من الهجرة، فكان أول مولود في الإِسلام من المهاجرين، كما أن النعمان بن بشير أول مولود ولد في الإِسلام للأنصار رضي الله عنهما (٣).

قالت أسماء بنت أبي بكر: (خرجت وأنا متمٌّ، فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيتُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حِجْره، ثم دعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيءٍ دخل جوفَه ريقُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنَّكه بتمرة، ثم دعا له، وبرَّك عليه، وكان أول مولود ولد في الإِسلام) (٤).

وقد فرح به المسلمون فرحًا عظيمًا، وضجت المدينة بالتكبير يوم مولده، ذلك أن اليهود زعموا أنهم سحروا المهاجرين، حتى لا يولد لهم بعد هجرتهم ولد، فأكذب الله اليهود فيما زعموا (٥).

[٤ - بناؤه (صلى الله عليه وسلم) بعائشة (رضي الله عنها)]

وبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعائشة في شوال من هذه السنة.

قالت عائشة - رضي الله عنها -: (تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال، وبنى بي في شوال، فأيّ نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحظى عنده منّي) (٦). وكانت تستحب زفاف نسائها في


(١) سيرة ابن هشام (١/ ٥٠٧).
(٢) انظر: أسد الغابة (١/ ٨٧).
(٣) انظر: البداية والنهاية (٣/ ٥٦٨).
(٤) أخرجه البخاري في المناقب، باب هجرة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ح (٣٩٠٩).
(٥) انظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٦٢، ٦٣).
(٦) أخرجه مسلم في النكاح ح (١٤٢٣).

<<  <   >  >>