للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنبياء السابقين، وورد الأمر بها في العهد المكي لكن من غير تحديد لمقدار ما يخرج ولا الأموال التي تخرج منها الزكاة، وبعد الهجرة في السنة الثانية في شهر رمضان شرعت الزكاة في الأموال بأنصبتها وتفصيلاتها، وكذا زكاة الفطر على الأبدان (١).

[٤ - وفاة رقية بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) وزواج عثمان بأختيها أم كلثوم]

وكان ذلك في شهر رمضان، وقد خَلّف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عثمانَ لتمريضها ولم يخرج معه إِلى بدر، وقد اعتبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان من أهل بدر وضرب له بسهمه في غنائم بدر، وأجره عند الله يوم القيامة. وبعد وفاتها زوّجه النبيُ - صلى الله عليه وسلم - بأختها أم كلثوم.

[٥ - زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وسلم)]

كان ذلك في أواخر السنة الثانية بعد وقعة بدر لما ورد في الصحيحين (٢) من إِعطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي شارفا (أي جملا) من الغنيمة، وآخر من الخمس، وأراد علي رضي الله عنه أن يبني بفاطمة - رضي الله عنها -. وكان يرحل الشارفين ويأتي عليهما بالأذخر ليجمع نفقة الزواج، ففي سنن أبي داوود (٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما تزوج علي فاطمة رضي الله عنهما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطها شيئًا، قال: ما عندي شيء. قال: أين درعك الحطمية؟ فأعطاها درعه. وروى البيهقي في الدلائل (٤) وأحمد في المسند (٥) عن علي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهز فاطمة في خميل، وقربة، ووسادة من أدم حشوها أذخر.

قال ابن إسحاق: فولدت فاطمة لعلي حسنًا وحسينا ومحسّنا -مات صغيرا- وأم كلثوم وزينب (٦).


(١) انظر ابن كثير، البداية والنهاية ٥/ ٥٤, ٣١٢.
(٢) صحيح البخاري ح ٤٠٠٣، ومسلم ح ١٩٧٩.
(٣) صحيح سنن أبي داود ح ١٨٦٥.
(٤) دلائل النبوة ٣/ ١٦٢.
(٥) المسند ١/ ٨٤ وإسناده صحيح.
(٦) المغازي ٢٣١.

<<  <   >  >>