للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعثت قريش إِلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قَتَلَ عظيمًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظُّلَّة من الدَّبْرِ فحمته من رُسُلهِم، فلم يقدروا منه على شيء) (١).

وأما زيد بن الدثنة - رضي الله عنه - فقد اشتراه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف، وبعث به صفوان إِلى التنعيم ليقتل خارج الحرم! فلما اجتمعت إِليه قريش قبيل قتله قال له أبو سفيان: (يا زيد، أَتُحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كَحُبِّ أصحاب محمدٍ محمدًا) (٢).

[الثاني: بعث بئر معونة]

في شهر صفر من السنة الرابعة من الهجرة بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - سبعين صحابيًا من القُرَّاء في بعثة تعليمية بقيادة المنذر بن عمرو الساعدي - رضي الله عنه -، مع عامر بن مالك الملقب بملاعب الأسنة، إِلى أهل نجد ليعلموهم أمور دينهم، فلما وصلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر بن صعصعة من هوازن وأرض بني سُليم، اعترضهم عدو الله عامر بن الطفيل العامري الهوزني، فندبوا له حرام بن ملحان - رضي الله عنه - ليكلمه، فبينما هو يكلمه أشار عامر بن الطفيل إِلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه غدرًا - رضي الله عنه - (٣)، فقام حرام بن ملحان بنضح الدم على وجهه ورأسه وقال: (الله أكبر، فزت ورب الكعبة) (٤).


(١) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٤٣٧، ٤٤٤، وابن هشام السيرة ٢/ ١٢٠ - ١٢٣.
(٢) ابن هشام، المصدر السابق ٢/ ١٢٢.
(٣) البخاري، صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٤٤٥؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ١٢٩.
(٤) البخاري، الصحيح ح رقم ٤٠٩٢.

<<  <   >  >>