للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن ما غنمه المسلمون من أعدائهم بدون قتال -وهو الفيء- يعود النظر والتصرف فيه إِلى ما يراه الإِمام من المصلحة، وأنه لا يجب عليه تقسيمه بين الجيش كما تقسم عليهم الغنائم التي غنموها بعد قتال وحرب، وهو ما بينته سورة الحشر (١).

[غزوة ذات الرقاع]

بعد ما حصل للمسلمين في أُحد تجرأ الأعراب على المسلمين بتحريض من قريش، فكان لزامًا على الدولة الإِسلامية تدارك النتائج السلبية لغزوة أحد، واستعادة هيبة أمة الإِسلام، لذا فقد جاءت هذه الغزوة لكسر شوكة الأعراب، وقذف الرعب في قلب من تسول له نفسه غزو المدينة النبوية (٢).

وقد كانت غزوة ذات الرقاع (٣) موجهة إِلى بعض جموع قبيلة غطفان في بلاد نجد، لكن لم يقع فيها قتال حيث آثر المشركون الانسحاب، بعد أن تواقفوا واستعدوا للقتال، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وفي هذه الغزوة صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين صلاة الخوف، ثم انصرف بالصحابة إِلى المدينة عندما انسحبت جموع غطفان دون قتال (٤).

[دروس وعبر]

١ - أن الباطل إِذا ترك انتفش وتطاول على أهل الحق، لذا فقد حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كسر شوكة الأعراب قبل أن يتجمعوا ويهاجموا المدينة النبوية.


(١) المرجع السابق ٢٦٣.
(٢) أكرم العمري، ٢/ ١٤١.
(٣) سميت بذلك لأن المسلمين رقعوا فيها راياتهم، وقيل نسبة لاسم شجرة في ذلك المكان. ابن هشام، السيرة ٢/ ١٤١.
(٤) ابن هشام، السيرة ٢/ ١٤١.

<<  <   >  >>