للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن تلك الدروس والحكم:

١ - توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى مكة معتمرًا وهي بأيدي الكفار وتحت سلطانهم هو من باب السياسة الشرعية، ويعرف في السياسة المعاصرة بقلب الطاولة على العدو وإِحراجه في المفاوضات، فإِن قريشًا تدعي حماية البيت واحترام من جاءه حاجًا ومعتمرًا فكيف تصد المسلمين وهم جاءوا عمارًا؟

٢ - ذهب أكثر أهل العلم إِلى أن مقدار المدة التي تجوز بها مهادنة المشركين لا تزيد على عشر سنين، وتجدد إِن كان هناك ضرورة أو مصلحة عليا للأمة يراها الإِمام (١).

٣ - في معارضة بعض الصحابة لصلح الحديبية في أول الأمر، نأخذ منه اتهام العقل أمام النصوص الشرعية، والحذر من معارضة نصوص الشرع بالعقل والرأي (٢).

٤ - من فوائد الصلح اعتراف قريش بالدولة الإِسلامية، حيث جلست معهم وعاملتهم معاملة الند للند (٣).

٥ - تحييد قريش وتوقيف الصراع معها، وتفرغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - للدعوة، ومراسلة ملوك الأرض، وكذلك تفرغه - صلى الله عليه وسلم - لتصفية وكر التآمر اليهودي في خيبر (٤).

٦ - لقد كانت الحديبية ابتداء الفتح المبين على المسلمين، لما ترتب على الصلح الذي وقع بين الطرفين من الأمن ورفع الحرب، فتمكن من يخشى قريشًا من الدخول في الإِسلام الوصول إِلى المدينة، ثم تتابعت الأسباب إِلى أن كمل الفتح بفتح مكة (٥). قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (٦).


(١) حافظ حكمي، مرويات غزوة الحديبية ٢٨٣.
(٢) حافظ حكمي، مرويات غزوة الحديبية ٣٠١، زيد الزيد، فقه السيرة ٥٣٩.
(٣) أكرم العمري، السيرة النبوية الصحيحة ٢/ ٤٥٠.
(٤) زيد الزيد، فقه السيرة ٥٤٤.
(٥) ابن حجر، فتح الباري ٧/ ٥٠٦.
(٦) سورة الفتح، آية ١.

<<  <   >  >>