للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عودته بعد الفتح وتوزيع غنائم حنين، فأسلم وسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعود ويدعو قومه للإِسلام، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: إِنهم قاتلوك، فقال: يا رسول الله، أنا أحب إِليهم من أبكارهم، وكان فيهم محببًا مطاعًا، وعندما عاد رماه رجل من بني مالك يقال له أوس ابن عوف، بسهم فقتله، ثم ندمت ثقيف على هذا العمل وسارع زعماؤها؛ عبد ياليل ابن عمرو ومن معه إِلى الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد عودته من تبوك، فاسلموا وأعلموه بإسلام قومهم، واشترطوا على الرسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يترك لهم صنمهم اللات ثلاث سنين فرفض ذلك، وبعث معهم أبا سفيان والمغيرة بن شعبة لهدمها (١).

وسألوه أن يعفيهم من الصلاة، ومن كسر أصنامهم بأيديهم، فقال: أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من ذلك، وأما الصلاة فلا خير في دين لا صلاة فيه. واشترطوا إعفاءهم من الزكاة والجهاد، فوافقهم على ذلك وهو يقول: سيتصدقون ويجاهدون إِذا أسلموا (٢). وسألوه أن يعفيهم من الوضوء لبرودة بلادهم، وأن يسمح لهم بنبيذ القرع، وأن يعيد لهم من مواليهم أبا بكرة الثقفي، فرفض كل ذلك، وأمّرَ عليهم عثمان بن أبي العاص وكان أصغرهم سنا؛ لكنه كان أحرصهم على تعلم الدين والتفقه فيه (٣).

وبعد خمسة عشر يوما قضوها بالمدينة عادوا إِلى الطائف، وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان والمغيرة بن شعبة لهدم صنم ثقيف، وعند هدم اللات اجتمع النساء يبكين حول الصنم فهُدِم وأُخذِ ذهبه وماله (٤).


(١) ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٣١٣.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الخراج والإماره ح ٣٠٢٥ وصححه الألباني.
(٣) المصدر نفسه، كتاب الصلاة ح ٥٣١ وصححه الألباني.
(٤) انظر: مهدي رزق الله، المصدر السابق ص ٦٥٩ - ٦٦٠.

<<  <   >  >>