للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أوامره ونواهيه، وعن جزاء المتقين المستجيبين في جنات النعيم، وما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وما وصف لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذكر فيها لعباده المؤمنين، وما ذكر عن عقوبة المكذبين المعرضين من العذاب الأليم، في نار تلظى، وجحيم مقيم تذوب فيه الجبال الراسيات، وغير ذلك من الأخبار عن الأمور الغيبية والحوادث المنتظرة وعن الملائكة والجن والشياطين.

ب- طاعته - صلى الله عليه وسلم - فيما أمر، بالاستجابة لأمره، والانقياد له وتنفيذ ذلك في واقع الحياة بمختلف صورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية، وعدم التقدم بين يديه، وتقديره والتحاكم إِلى شرعه، والرضا به، والتسليم التام له، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (١). وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٢). وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٣). وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٤).

ج- اجتناب ما نهى عنه وزجر، فكل ما نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجب اجتنابه والبعد عنه وعن الأسباب والوسائل المفضية إِليه، فإِن الوسائل لها حكم المقاصد، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك بكل صوره وأنواعه، فهو أخطر الذنوب وأعظمها وهو أعظم الظلم قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٥)

وقد قال عبد الله بن مسعود: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» (٦).


(١) سورة النساء، آية: ٦٤.
(٢) سورة النساء، آية: ٨٠.
(٣) سورة النساء، آية: ٥٩.
(٤) سورة الأحزاب، آية: ٧١.
(٥) سورة لقمان، آية: ١٣.
(٦) متفق عليه، البخاري، ح رقم: ٧٥٢٠ ومسلم، ح رقم: ١٤١.

<<  <   >  >>