للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الابن يقدح في أبيه إذا عثر منه على ما يوجب ردّ خبره، والأب في ذلك، والأخ في أخيه، لا تأخذه في الله لومة لائم ولا تمنعه في ذلك شجنة رحم، ولا صلة مال. والحكايات عنهم في ذلك كثيرة، وهي في كتبي المصنفة في ذلك مكتوبة" (١).

وهكذا توفرت للبيهقي هذه الحصيلة الكبيرة المتنوعة من جهود الأئمة الأفذاذ في علوم الرواة. وتواريخهم، وطبقاتهم ومراتبهم، وبيان أحوالهم.

فتلقاها عن أعلام عصره من أئمة المحدثين بالسماع الشرعي. وضم إليها ما تلقاه من شيوخه وأقرانه وما توصل إليه من خلال بحثه ودراسته. وقام متفننا في استعمال هذه الثروة الجليلة في كتابه "السنن الكبرى" وعمل على توسيع شرطه فيه فلم يقصره على الصحيح، وإنما ذكر فيه الحسن والضعيف بكل درجاته. وقام بكشف أحوال الرواة ومراتبهم، وحال المروي، وما يليق به من الحكم العام في الباب.

وقد انْجَرَّ عن هذا التوسع النوعي في الرواة والمروي إلى إيداع عشرات الآلاف من النصوص مصحوبة بأحكامها في كتابه السنن مع تبيان أحوال رواتها ما أمكن فتكشفت صناعته في الجرح والتّعديل في أبهى صورها. وبرزت في سائر الكتاب مبثوثة في الكتب والأبواب ملفتة للنظر وقوة سبكها.


(١) البيهقي- دلائل النبوة: ١/ ٥٩ طبعة المجلس الأعلى.

<<  <   >  >>