للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الولاة من ولاية إلى أخرى حسب ما تقتضيه مصلحة الدولة (١). كما جرى عزل بعض الولاة لأسباب متنوعة، فقد عزل عمر بن الخطاب العلاء بن الحضرمي لأنه عبر بجنده البحر من البحرين إلى فارس دون استئذان الخليفة مما أدى إلى وقوع أضرار بالجيش، وعزل عمر خالد بن الوليد عن الشام، لأنه خشى افتتان الناس به بتصورهم أنه سبب النصر لبراعته القيادية، بينما ينبغي أن يعزوا النصر إلى الله تعالى (حتى يعلم أن الله إنما ينصر دينه) (٢).

ويستعين الوالي في بعض الولايات الكبيرة بولاة آخرين على المدن التابعة للولاية يتبعونه كما حدث في ولاية الشام حيث كانت ولايات حمص والجزيرة والأردن وفلسطين تتبع أبا عبيدة والي دمشق. وكان سلطان الولاة على المدن يزداد وينقص حيث قد تضم ولاية صغيرة إلى أخرى أو تفصل ولاية مستقلة من تبعيتها الإدارية.

وقد راعى عمر رضي الله عنه في اختيار الولاة عدة مبادئ منها:

عدم حرص المرشح على الإمارة، وهو اتباع للسنة النبوية (٣)، وكان يقول: "لا يحب الإمارة أحد فيعدل" (٤).

كما كان ينظر إلى تمتع المرشح بصفات تؤهله للولاية بأن يكون من أهل القوة والأمانة، والهيبة والتواضع، والرحمة بالناس، والحلم والرفق بالرعية (٥)،


(١) عبد العزيز إبراهيم العمري: الولاية على البلدان في عصر الخلفاء الراشدين ٥٥.
(٢) خليفة: التأريخ ١٢٢.
(٣) في الحديث "إنَّا لا نولي على هذا العمل من سأله" (البخاري: أحكام ٧، ومسلم: إمارة ١٤).
(٤) عمر بن شبة: تأريخ المدينة ٣: ٨٥٦.
(٥) مصطفى محمد مسعد: التنظيم الإداري في الجزيرة العربية في عصر الخلفاء الراشدين ١: ٢٦٩ (ضمن بحوث ندوة الجزيرة العربية في عصر الرسول والخلفاء الراشدين).

<<  <   >  >>