للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤلفين لها ولكن يعرف ذلك من خلال تراجمهم وطبيعة محتويات رواياتهم. ويذكر الطبري روايات تأريخه بالأسانيد، ورغم أنه ينتقيها من كتب الأخباريين لكنه لم يحاول استخلاص الروايات الموثقة، بل ترك للقارئ حرية النقد والترجيح مكتفياً بالعزو إلى مصادره التي نفد معظمها، وبذلك حفظ لنا مادة تأريخية واسعة تحتاج دراستها إلى موازين نقدية واضحة قبل اعتمادها في التحليل والتعليل، لأنها تمثل مدارس فكرية وسياسية متنوعة، فلا غرابة إذا تضاربت آراؤها ورواياتها في الأحداث. وقد أطال في تراجم الخلفاء الراشدين وبسط أحداث الردة والفتوح والفتن مما جعله أوسع المصادر لعصر الخلافة الراشدة وخاصة في جوانب الحياة السياسية والنشاط العسكري.

[المسعودي]

علي بن الحسين بن علي (ت ٣٤٦ هـ)، ولد ونشأ ببغداد، ثم رحل منذ صباه لجمع المعلومات التأريخية والجغرافية، فتنقل في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه، وألف كتبه العديدة التي تكشف عن تنوع ثقافته وسعة اطلاعه، وقد تناول عصر الخلافة الراشدة في كتابة (مروح الذهب ومعادن الجوهر) في ١٥٦ صفحة (من ص ٣٢٥ - ص ٤٨١) ويرى الحافظ الذهبي أنه كان معتزلياً (١)، ويرى الحافظ ابن حجر بأن "كتبه طافحة بأنه كان شيعيا معتزلياً" (٢). وخلص أحد دارسيه إلى أنه "ذو ميول شيعية قوية" وساق أدلة قوية تؤكد رأيه (٣).

ولم يذكر المسعودي أسانيد الروايات ولا أسماء المصنفات التي ينقل عنها


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٥: ٥٦٩.
(٢) ابن حجر: لسان الميزان ٤: ٢٢٥.
(٣) سليمان بن عبد الله السويكت: منهج المسعودي في كتابة التأريخ ٧٤.

<<  <   >  >>