للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرى أرك وتدمر وحوَّارين وقصم وعانات التي صالحت المسلمين (١)، ولعلها تماثل جزية بصرى ومآب، ولعل فرض الجزية نقداً وعيناً للتخفيف عن الفلاحين الذين قد لا يحوزون الدنانير الذهبية البيزنطية التي يتم التعامل بها في بلاد الشام، وربما قصد بالإجراء توفير المؤن للجيش الإسلامي.

[الجزية في خلافة عمر رضي الله عنه]

تم فتح العراق والشام وإيران ومصر في خلافة عمر رضي الله عنه وتوطد سلطان الإسلام في بلاد العرب جميعاً، ودخل الكثيرون من سكان المناطق المفتوحة في الإسلام، وحافظ آخرون على دياناتهم اليهودية والنصرانية والمجوسية، وقد دفعوا الجزية للدولة الإسلامية، حسب ما ورد في القرآن والسنة من أخذها من أهل الكتاب (٢)، وأما المجوس فقد شهد عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر (٣) - أكبر مدن البحرين يومئذ- فعامل عمر رضى الله


(١) الأزدي: فتوح الشام ٧٧، ٧٨، ٧٩، ٨٠. والطبري: تأريخ ٣: ٤٠٧ عن المدائني، وأبو يوسف: الخراج ١٤٦ عن ابن اسحق.
(٢) قال تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون) - التوبة ٢٩.
وأما السنة: فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمير الجيش بقوله: "إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى خصال ثلاث، ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم، وكفَّ عنهم، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوك فاقبل وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم".- مسلم: الصحيح ٣: ١٣٥٧، وأبو داؤد: السنن ٣: ٣٧ حديث رقم ٢٦١٢.
(٣) البخاري: الصحيح ٢: ٢٠٠، وأبو داؤد: السنن ٣: ١٦٨، والترمذي: السنن ٣: ٧٣.

<<  <   >  >>